قال الكثيرون ممن كتبوا في سيرة الصحابة رضي الله عنهم: ان المشركين عذبوا من أسلم وأظهر إسلامه شديد العذاب ليرتدوا عن دينهم ويكفروا بالله الواحد الأحد وبمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا يطلبون منهم النطق بكلمة الشرك ليكفوا عن تعذيبهم، وإلا استمر تعذيبهم ما داموا على الإسلام، فمن أولئك المعذبين من أبى أن يعطيهم شيئا مما طلبوه كبلال رضي الله عنه - كما تقدم - عند بيان موقفه الصلب وعقيدته في الله وفي رسوله وفى الإسلام ومنهم من أعطاهم ذلك - ظاهرا - ليخففوا عنه العذاب، وثبت على عقيدة التوحيد والاعتراف برسالة محمد صلى الله عليه وسلم في باطن نفسه، كعمار بن ياسر، فقد ذكر جل المفسرين للقرآن الكريم أن هذه الآية وهي قوله تعالى: ((من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم)) (?) نزلت في عمار ابن ياسر ومن عذب من المستضعفين، حين عذبهم المشركون، وشددوا عليهم في العذاب، وقالوا له - عمار - لا نكف عن عذابك حتى تكفر بمحمد فوافقهم على ما طلبوه منه - مكرها - وجاء معتذرا إلى