ثم ما هذه الحرية التي طبّلتم لها وزورتم، وهوّلتم وعظمتم، وجعلتم الاعتداء عليها كفراً بدين الحضارة والديمقراطية، أهي حرية المرأة أن تكشف ما تريد من جسمها متى أرادت وأين شاءت؟ أهي حرية ناظر المدرسة في أن يحوّل مدرسته إلى مرقص؟ أهي حرية الفسوق والعصيان؟.
أهذه هي الحرية المقدسة؟.
إنكم -أيها السادة- بين أمرين: إما أنكم تقولون ما لا تفهمون، وإما أنكم تسترون بهذه الأسماء الحلوة أغراض نفوسكم ورغبات أجسادكم؟ وإلا فخبروني أي أمة في الدنيا تصنع هذا الصنيع:
العرب؟ إن العرب أغير الناس على الأعراض، وإن كلمة العرض في لسانهم لا يقابلها كلمة في ألسنة الأمم تترجم بها!.
المسلمون؟ إن الإسلام أمر بغض البصر وستر العروة، ولعن الناظر إليها والمنظور!
الفرنسيون؟ إن الفرنسيين يكشفون أفخاذ الشباب في الملعب فعلام تكشفونها أنتم في سوق الحميدية وهو للبيع والشراء، وفيه الرجال والنساء وهو كالموسكي في مصر والشورجة في بغداد، ما كان قط ملعباً ولا ميدان كرة، وإن الفرنسيين ينشؤون بيوتاً للهو واللذة، وبيوتاً للعلم، وأنتم جعلتم بيوت العلم بيوت لذة ولهو، وإن الفرنسيين كانوا يسترون سيقان الجند، فلما استلمتم أنتم أمرهم كشفتم عن أفخاذهم (?).
الروس؟ إن الروس فصلوا بين الجنسين في المدارس لما رأوا بالتجربة أن الاختلاط لا يأتي بخير، وأنتم تسعون الآن بكل طريق لجمع الجنسين في المدارس.
العفاريت؟ الجن؟ فمن إذن؟ أنكون نحن بدعاً في الأمم نأخذ من كل واحدة شر ما عندها، ونريد أن نبدأ حياتنا الاستقلالية بهذا الخليط من الشرور