أليس يأمر الناس بالتقوى من ليس تقياً، ويدرِّس البلاغة من ليس بليغاً، ويقود الأمة من يحتاج إلى من يقوده، يعطي الأشياء فاقدها، ويولى الأمور غير أهلها؟!.
وتابع «المنظار» الكذب، حتى إذا وصل إلى دار المفوضية السورية، وهي أفخم من زميلتيها الأمريكية والروسية! زاغ «المنظار» عن كل ما في الدار واستقر على «عقد الإيجار» فأراني فيه رقم (300) جنيه في الشهر، ثم ذهب بي إلى دمشق؛ فبصًرني بآلاف التلاميذ يزدحمون كل سنة على أبواب المدارس؛ ثم يرتدون عنها لأنها لا تتسع لهم، وليس عند الوزارة ما تستأجر به دوراً جديدة، لأن أجرة الدار (150) جنيهاً في السنة! ثم دار بي على المفوضيات السورية في آفاق الأرض ليريني ...
ولكني أغمضت عيني فلم أنظر، لأن هذا كذب ظاهر، ونحن أعقل من أن نؤثر المظاهر على الجواهر، والتزاويق على الحقائق، والخارجية على المعارف وثوب العرس على العروس! ونحن أعقل من أن نشتري (كرافتة) بخمسة جنيهات، ونمشي بلا سراويل!.
...
وصحت بالأستاذ محمود الخفيف، أن تعال خذ «منظارك» يا أستاذ محمود حسبي ما رأيت!.
***