لماذا؟ هل عادت أيام الاحتلال؟!.

ورفعت «المنظار» عن عيني لئلا أسقط في حفرة، أو أصدم أحداً، حتى دخلنا المسجد، فقلت أضعه لحظة، علِّي أرى في المسجد ما يسر ويفرح بعد تلك المحزنات، وكانت الصلاة قد اقتربت، والمسجد لبعده، ولازدحام المساجد من حوله، كأنه خالٍ فما فيه إلا أربعة صفوف، ونظرت فرأيت ثلاث فتيات سوافر كسائر نساء مصر، شعرهن يموج على أكتافهن، وأذرعهن بارزات كلها من الكم الياباني (الجابونيز) الذي يبدي ما تحت الإبط لكل ذي عينين، والسيقان مكشوفات للجوارب تصعد لسترها، ولا ثوب ينزل لتغطيتها، ومعهن أمهن ترتدي هذه الملاءة ذات البرقع الذي لا يستر على الوجه إلا مداخل النفس من الأنف فقط، ويظهر الباقي كله؛ وأسرعت الأم وبناتها إلى حوض الماء يتوضآن، ويمددن أرجلهن لغسلها، فلا يبقى مستوراً إلا ... الذي لم يكشف (?) ... ثم يقفن هكذا للصلاة ... وفي المسجد مشايخ، رأوهن فلم يكلمهن أحد منهم، والخطيب رآهن فلم يعرض لهن، فنزعت «المنظار» وأغمضت عينيَّ، وحاولت أن أنساهن وأتوجه إلى الصلاة، فلم أستطع، لأن صورتهن لا تزال (أقول الحق) أمام عيني، فإذا كن يلحقننا حتى إلى المسجد فكيف نفرُّ يا قوم منهن؟ وكيف يصنع الشاب العزَب ليتقي إغراءهنّ؟.

ألم يخطر على بال أحد من العلماء والآباء، هذا السؤال؟!.

ورجعنا و «المنظار» على عيني، ولكنه أخذ يكذب ويشوِّه الحقائق، فيريني خياماً من القماش في أول شارع الخديوي إسماعيل، وعليها لوحة تقول: إن هذه الخيام (إدارة تنظيم عمارة المدن).

فأقول: ينظمون عمارة المدن، ولا يستطيعون عمارة حجرتين من اللبن والخشب؟ هذا لا يمكن؛ وأهمُّ بطرح المنظار، ثم أذكر أن هذا ممكن جداً في الشرق!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015