رئيسان غرق المركب، ولو كان في السماء والأرض إلهان فسدت السماء والأرض فلا بد من ترئيس أحد الزوجين والرجوع عند الاختلاف إلى رأيه، واعتراف الثاني برياسته وعلى الرئيس بعد أن يكون حاكماً بعدل ورفق، وعلى المرؤوس أن يكون طيّعاً بفهم واحترام.

وخامسها: أنه لا بد لدوام المودة من اغتنام الفرصة لإظهار العاطفة المكنونة بحديث حلو، أو مفاجأة منه: هدية ولو صغرت، وطرفة ولو قلّت، واهتمام منها بصحته وراحة نفسه ومطعمه وملبسه وكتبه، وأن يصبر كل منهما على غضب الآخر وتعتبه.

يا سادة: إن مشكلات البيت هيّنة سخيفة، ولكنها إن استفحلت نغّصت العيش وسودت وجه الدنيا، ولم ينفع معها ملك ولا مال، فلقد كان الإمبراطور نابليون الثالث يجد من مكارهها مالم ينجه منه ملكه، وكان الرئيس لنكولن يلقى من متاعبها ما لم يخلصه منه سلطانه، وإني لأستأذن السيدات المستمعات بأن أختم هذا الحديث بكلمة لامرأة مثلهن هي (آن شرر). قالت:

«إن بين كل عشر نساء تسعاً يحرصن على مضايقة الرجل، وتنكيد عيشه ولهن إلى ذلك وسائل لا تحصى، وهن يعتقدن أنه لا عمل للرجل إلا الثناء على جمالهن يومه كله، وامتثال أوامرهن، وإجابة رغباتهن، وإذا رأينه مقبلاً على قراءة أو كتابة أو عمل له، اقتحمن عليه مكتبه، ونفضن في وجهه من المنغصات ما يحيل عزلته سجناً، وحياته جحيماً».

فيا سيداتي المستمعات: أرجو أن لا تكون فيكن واحدة من هؤلاء!

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015