فلم يلق فيها مكاناً لهذا (الجهاز) فذهبوا يبيعونه؛ فلم يأتهم بأكثر من مائة وعشرين، وقد كان ثمنه سبعمائة ...
ومن مشاكل الجهاز أن الزوجة تجده رأس مالها، وقنيتها في حياتها، فتحافظ عليه محافظتها على روحها، وتكره أن يدعى إلى الجلوس على مقاعده ضيوف زوجها، أو أن يدخل غرفته زوار أهله، وقد لا يكون ما الدار غرفة للاستقبال سواها، لأن الناس يجعلونها أبداً للاستقبال. فتبدأ المشاكل ... وقد تنتهي بالطلاق ... رأينا ذلك مراراً.
وعندي أن الدواء إبطال الجهاز بالمرة، وأن يفرش الرجل داره كما يريد ويستطيع (?)، ويُشترى بالمهر القليل الذي يدفعه الزوج عقار تملكه الزوجة ويسجل باسمها، أو حلية ذهب تبقى لها محتفظة بثمنها.
...
والمشكلة المالية الأخرى نفقات المرأة وكسوتها. أقص عليك قصة امرأة واحدة. فيها وصف لنساء كثيرات، تلك هي امرأة موظف كبير مرتبه ثلاثمائة ليرة سورية، وهو مبلغ في دمشق ضخم (?)، تخرج من دارها كل يوم ما عربة أو سيارة لا تستطيع لثقلها أن تمشي، فتطوف على بيوت الناس، فأصبحت تعرف عشرات من الأسر الغنية المبذرة. فلا يمر أسبوع لا تدعى فيه إلى عرس أو حفلة إلا كلفت زوجها كسوة جديدة. لأن من العار عليها أن ترى بثياب قد سبق فرئيت فيها من قبل. فتشتري الإزار والرداء (أو ما يقابله ما الاصطلاح النسائي فما أعرف ماذا أقول ...) والحذاء والجوارب، ويتراوح ثمن ذلك (كما حدثني المسكين وحلف لي) ما بين ستين وتسعين ليرة سورية فلا يقوم مرتبه كله بكسوتها، فيستدين ليتم لها ما تريد وينفق على نفسه وأولاده حتى هدّه الدين وأصبح مضطراً إلى بيع أملاكه المرهونة ...