ساعة ثم يقبل هو على كتابه أو جريدته وهي على خياطتها وحياكتها.

وخير من ذلك، وأجدى، أن يختار الرجل كتاباً من كتب الحديث كرياض الصالحين للنووي أو كتب السيرة أو الأخلاق أو التاريخ، فيقرأ لزوجته وأولاده كل يوم صفحة ويفسّرها لهم، وكلما مرّ أمر بخير تواصوا بالعمل به، وكلما مر نهي عن شرّ تواصوا بالامتناع عنه، فيجتمع لهم من ذلك العلم والعمل والبيان والألفة والسلام.

- قال: يا أستاذ، أنت في واد، ونحن في واد، إنك تتكلم بالخيالات كأنك لا تعرف الواقع، ولا تدري ما حال الناس، وهل تظن أن نساءنا عاقلات عالمات يخاطبن بالمنطق، ويقدرن النكتة واللطف، إني أكلمها من الشرق فتجيبني من الغرب، وأسوق إليها النادرة اللطيفة فأرى منها الهجمة العنيفة، قلت لامرأتي إذا قرب موعد رجوعي فاتركي شغل الدار على حاله، فإن شغل الدار لا ينتهي وأكثر الرجال لا يهمهم نظافة أرض الدار بقدر ما تهمهم نظافة وجه المرأة ونظافة لسانها، ولا يبالون بحسن الطبخ قدر ما يبالون بحسن الخلق، والبسي خير ثيابك وألبسة الأولاد، وأعدي لزوجك ما يريد، هيئي المائدة ورتبي له المكان على النحو الذي يعجبه ويرضاه، واستقبليه بالبشر والعناية، والابتسام والرضا فيلقاك بمثل ذلك، ولو كان الرجل أغلظ الناس، لما استطاع أن يقابل هذا الخير إلا بخير منه أو بمثله.

ولتثق المرأة أن الرجل إذا استراح في بيته لم يفكر في قهوة ولا ملهى ولو أن كل رجل وجد في بيته الراحة والأنس لأقفرت القهوات وأغلقت أبوابها فالذنب كله ذنب المرأة، هي التي تكرّه الدار إلى الزوج، وتحبب إليه السهر فتجني عليه وعلى نفسها.

- قلت: أما أنا فأرى أن الصلاح من الرجل، والفساد من الرجل، ونساؤنا خاصة من خير نساء الأمم، وأطوعهن وأخلصهن، ولكن الرجال لا يعرفون كيف يستفيدون من طبيعة الخير فيهن، الرجل هو المسؤول، الأب أولاً والزوج ثانياً، وعليه أن يبدأ هو بإصلاح ما أفسد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015