هاربا منهم، فكان يجري بسرعة هائلة لا تفوقها إلا سرعة الحصان الجامع أو الطائر الجارح، ثم أتبع ذلك بوجهة نظره في الرجل الكامل الذي يعتمد عليه ويستحق الاحترام والتقدير، فيقول591:
إني إذا خلة ضنت بنائلها ... وأمسكت بضعيف الوصل أحذاق592
نجوت منها نجاتي من بجيلة إذ ... ألقيت ليلة خبت الرهط أرواقي593
ليلة صاحوا وأغروا بي سراعهم ... بالعيكتين لدى معدى ابن براق594
كأنما حثحثوا حصًّا قوادمه ... أو أم خشف بذي شث وطباق595
لا شيء أسرع مني ليس ذا عذر ... وذا جناح بجنب الريد خفاق596
حتى نجوت ولما ينزعوا سلبي ... بواله من قبيص الشد غيداق597
ولا أقول إذا ما خلة صرمت ... يا ويح نفسي من شوق وإشفاق598