قاسية، فإنه -اعتذارًا عما وقع- كان يسرع إلى بيان الأسباب التي دعته إلى ذلك، بما يحفظ عليه كرامته وهيبته415.
ومن أطرف ما ورد في الاعتذار عن القرار -وهو أقرب ما يكون إلى الفكاهة والنوادر- أبيات تنسب إلى وعلة الجرمي، يقول فيها416:
فدى لكما رجلي أمي وخالتي ... غداة الكلاب إذ تحز الدوابر417
نجوت نجاء لم ير الناس مثله ... كأني عقاب عند تيمن كاسر418
خدارية سفعاء لبد ريشها ... من الطل يوم ذو أهاضيب ماطر419
كأنا وقد حالت حذنة دوننا ... نعام تلاه فارس متواتر420
فمن يك يرجو في تميم هوادة ... فليس لجرم في تميم أواصر421
ولما سمعت الخيل تدعو مقاعسًا ... تطالعني من ثغرة النحر جائر422