وعود قومه هرم عليه ... ومن عاداته الخلق الكريم270
كما قد كان عودهم أبوه ... إذا أزمت بهم سنة أزوم271
لينجوا من ملاومها، وكانوا ... إذا شهدوا العظائم لم يليموا 273
كذلك خيمهم ولكل قوم ... إذا مستهم الضراء خيم274
وقال في مدح حصن بن حذيفة بن بدر275:
وأبيض فياض يداه غمامة ... على معتفيه ما تغب فواضله
بكرت عليه غدوة فرأيته ... قعودًا لديه بالصريم عواذله
يفدينه طورًا وطورًا يلمنه ... وأعيا فما يدرين أين مخاتله
فأقصرن منه عن كريم مرزء ... عزوم على الأمر الذي هو فاعله
أخي ثقة لا تتلف الخمر ماله ... ولكنه قد يهلك المال نائله
تراه إذا ما جئته متهللا ... كأنك تعطيه الذي أنت سائله
وذي نسب ناء بعيد وصلته ... بمال وما يدري بأنك واصله
وذي نعمة تممتها وشكرتها ... وخصم يكاد يغلب الحق باطله
دفعت بمعروف من القول صائب ... إذا ما أضل الناطقين مفاصله
وذي خطل في القول يحسب أنه ... مصيب فما يلمم به فهو قائله
عبأت له حلمًا وأكرمت غيره ... وأعرضت عنه وهو باد مقاتله
حذيفة ينميه وبدر كلاهما ... إلى باذخ يعلو على من يطاوله
ومن مثل حصن في الحروب ومثله ... لإنكار ضيم أو لأمر يحاوله
أبى الضيم والنعمان يحرق نابه ... عليه فأفضى والسيوف معاقله