فوات الوفيات (صفحة 1174)

وارتحل إلى دمشق سنة تسعين فكاد يدرك الفخر بن البخاري (?) ففاته (?) بليلتين، قال الشيخ شمس الدين: ولعل مشيخته تقارب الألف. ونسخ بخطه، واختار وانتقى شيئاً كثيراً، ولازم الشهادة مدة؛ وكان عنده كتب كبار وأمهات جيدة: منها مصنف ابن أبي شيبة، ومسنده، والمحلى، والتمهيد، وجامع عبد الرزاق، وتاريخ أبي خيثمة، والاستيعاب، والاستذكار، وتاريخ الخطيب، والمعاجم الثلاثة للطبراني، وطبقات ابن سعد، وتاريخ المظفري وغير ذلك.

وصنف " عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير " (?) و " النفخ الشذي في شرح الترمذي " ولم يكمل، وكتاب " بشرى (?) اللبيب بذكر الحبيب " و " منح المدح ". وشعره رقيق سهل التركيب منسجم الألفاظ عذب النظم بلا كلفة، وكتب بالمغربي طبقة كما كتب بالمشرقي.

فن شعره قوله:

عهدي به والبين ليس يروعه ... صباً براه نحوله ودموعه

لا تطلبوا في الحب ثأر متيم ... فالموت من شرع الغرام وشروعه

عن ساكن الوادي سقته مدامعي ... حدث حديثاً طاب لي مسموعه

أفدي الذي عنت البدور لوجهه (?) ... إذ حل معنى الحسن فيه جميعه

البدر من كلف به كلف به ... والغصن من عطف عليه خضوعه

لله (?) معسول المراشف واللمى ... حلو الحديث ظريفه مطبوعه

دارت رحيق لحاظه فلنا بها ... سكر يجل عن المدام صنيعه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015