من الْبَنَات ويجعلون لأَنْفُسِهِمْ الذكران فيجعلون أنفسهم فَوق الله جلّ وَعز لتوكيد الْحجَّة عَلَيْهِم بعد إقرارهم أَن الله خالقهم ثمَّ يجْعَلُونَ لَهُ مَا يكْرهُونَ لأَنْفُسِهِمْ وَكَذَلِكَ قَوْله {إِن الله يدْخل الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَّات تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار} ثمَّ الْكَلَام لتَمام الْمَعْنى لثواب الَّذين آمنُوا ثمَّ اسْتَأْنف فَقَالَ {وَالَّذين كفرُوا يتمتعون ويأكلون كَمَا تَأْكُل الْأَنْعَام وَالنَّار مثوى لَهُم} فَلَو وَصلهَا وَاصل وَلم يقطعهَا باستثناء فَقَالَ {وَالَّذين كفرُوا} لَكَانَ قد وَصفهم بِدُخُول الجنات مَعَ الَّذين آمنُوا
وَكَذَلِكَ {يَا نوح اهبط بِسَلام منا وبركات عَلَيْك وعَلى أُمَم مِمَّن مَعَك} فتم الْكَلَام بِتمَام الْمَعْنى بإيجاز الله لنوح وَمن مَعَه البركات وَالسَّلَام ثمَّ اسْتَأْنف الْأُمَم من بعده بالمتاع وَالْعَذَاب وَلم يصل الْكَلَام فيشترك الْأُمَم بعده فِي السَّلَام والبركات وَكَذَلِكَ {إِن مثل عِيسَى عِنْد الله كَمثل آدم}