ذلك من تلبيس إبليس، وما ألقاه عليهم من التمويه والتدليس، فترى أحدهم إذا سمع بشيء من علوم الكتاب والسنة ولى مدبرا كأن في أذنيه وقرا، وإذا قرىء عليه ما تزعمه الفلاسفة إخوان الشياطين في ضلالاتهم من بيان العقول والنفوس وأمثال هذه الترهات التي ما أنزل الله بها من سلطان أقبل عليهم متبصرا علنا وسرا، فكأنهم أمروا باتباع سنة أفلاطون من الأوهام والظنون "، اه.
وقد ترجمه تلميذه مفتي بغداد أبو الثناء الآلوسي المفسر في كتابه " نزهة الألباب " و " المجموعة الوسطى " قال: " كان لأهل السنة برهانا، وللعلماء المحدثين سلطانا، ما رأينا أكثر منه حفظا، ولا أعذب منه لفظا، ولا أكثر منه بمعرفة الرجال علما " اه.
أخذ عن أبيه رواية العراق ومسنده الحافظ أبي عبد الله محمد سعيد وعمه عبد الرحمن الكزبري وشيخ المحدثين الحافظ مرتضى الزبيدي وغيرهم، وأخذ الطريقة النقشبندية عن مولانا خالد الكردي وأذعن له كما نصره من بعده ولد المترجم محمد أمين السويدي بعدة رسائل، وسلوكه أخيرا على يد الشيخ المذكور يقضي برجوعه عن أكثر ما في كتابه " العقد الثمين " من المبادئ إن كان كل ما فيه من قلمه.
وكان أكثر إقامة النور السويدي بدمشق، وورد على بغداد آخر عمره، فأخذ عنه بجماعة منهم المفتي الآلوسي ووالي بغداد العالم الفاضل داوود باشا، ثم تحول إلى دمشق وانتفع به هناك، وكان يجيز بعشرة إثبات تلقاها عن أيمة إثبات أعظمهم وأشهرهم الحافظ مرتضى الزبيدي ووالده الشمس محمد سعيد السويدي وطبقتهما، مات بدمشق سنة 1237، ودفن بسفح جبل قاسيون المطل على دمشق.