ومجموعاتي، فقد تعين بحكم الحاكم (?) علي، ومدكم أيدي الرغبات إليّ، أن أنصّ لكم من ذلك على عيون، وأخص أوراقي بما لعله يفي بالمضنون، وأحيل على فهارس الأشياخ على العموم، في سائر أنواع العلوم، وأسمي أشياخي الذين أخذت عنهم قراءة وسماعاً ومناولة وإجازة، ومن كتب إليّ ولم ألقه، وذكرت في خبر كل واحد منهم ما يعطي الحال وفقه، من الاختصار والإيجاز، بحكم ما أدت إليه الحال من الرحلة والانحفاز، وذكرت أثناء ذلك أسماء جلة من لقيتهم وجالستهم وذاكرتهم ولم أروِ عنهم أو سمعت منهم اليسير، إما لقاطع قطع أو لسبب منع، أو لأنهم لم يكونوا أصحاب رواية، ولا أهل إتقان لما رووا ودراية "، ابتدأ بمن اسمه محمد منهم، واصطلاحه فيه أنه يذكر الشيخ ونسبه وتقلبات الدهر به ومشيخته، ثم يذكر مسموعه عليه وإسناده فيه، وافتتح فيها بترجمة محمد بن عيسى التميمي من أجل شيوخ سبتة، وكلما عرض له فيها ذكرُ عليّ بن يوسف بن تاشفين وصفه بأمير المؤمنين، وختمها بترجمة يوسف بن عبد العزيز الطليطلي، وقال (?) : هذه مائة ترجمة، وقد تركت جماعة ممن لقيناهم وذاكرناهم وحضرنا مجالس نظرهم من الفقهاء والرواة ممن لم نحمل عنهم الكتب ولا الحديث اقتصاراً على ما ذكرناه، ثم أتى بإسناد نحو الخمس والعشرين من الفهارس لأهل المشرق والمغرب، وقد ذكرناها في حروفها عنه، ثم ختمها بقوله: " والله ينفعنا بما علمناه، ويجعل سعينا في ذلك فيما يرضاه، ويعصمنا بتوفيقه ويشعرنا تقواه " وختم.
ومما يرجع إليه في أسانيده كتابه الشفا فإن أحاديثه المسندة فيه أفردها بعضهم بالتأليف وهي ستون حديثاً. قال الشهاب العجمي في مشيخته: " فمن أراد رواية الكتب الستة من طريق عياض فليأخذها من كتاب الشفا أو من الجزء المذكور " ونحو ما للعجمي في ترجمة المقري من " خلاصة الأثر ".