المقدمة الرابعة:
قال الحافظ السخاوي في فتح المغيث على ألفية الحديث: إن معرفة الوفيات وتاريخ الرواة مما عظم وقعه وقدم النفع به للمسلمين، بحيث لا يستغنى عنه ولا يعتنى بأهم منه، خصوصا ما هو القصد الأعظم منه، وهو البحث عن الرواة والفحص عن أحوالهم الثلاثة من الماضي والحال وما هو آت، فالتعريف به من الواجبات، وتعرف أحواله من آكد المهمات، ولذا قام به في القديم والحديث، نجوى الهدى ورجوم العدى أئمة الحديث، فوضعوا تواريخ كشفت ما للمترجم لهم من الحالات، واشتملت مع ذلك على تعيين أوقات سماع المرويات، ودخول البلاد في حق رسالة الرواة، وغير ذلك من المهمات.
وقال صاعقة المغرب أبو عليّ اليوسي في فهرسته: كل ما يحتاج إليه كتاريخ سكة معلومة أو مكيال أو مسجد عتيق أو كون فلان من الرواة بفلان، أو مكان التقائه، أو كون فلان من المتقدمين أو المتأخرين أو من الصحابة أو لا أو غير ذلك، فهو داخل في العلوم الشرعية. (انظر تمامه في القانون والفهرسة ونشر المثاني) .
وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: معرفة أعمار العلماء والوقوف على وفياتهم من علم خاصة أهل العلم، وأنه لا ينبغي لمن وسم نفسه بالعلم جهل ذلك، وانه مما يلزمه من العلم العناية به والقيام بحفظه (انظر الاستذكار له أو سنن المهتدين للمواق) .
وقال الإمام أبو العباس أحمد بن الخطيب المعروف بابن قنفذ القسمطيني