فهرس الفهارس (صفحة 749)

الدهلوي المدني المهاجر الحنفي الأثري المذهب النقشبندي الطريقة. حلاه شيخنا أبو الحسن ابن ظاهر ب " حامل لواء أهل الرواية والأثر، في بلدة سيد البشر "، اهـ. ولد بدهلي في شعبان سنة 1235، هاجر إلى المدينة سنة 1272، وبها مات عام 1296، بعد أن صار المحدث بين لابتيها حتى قال عنه تلميذه الترهتي في " اليانع الجني في أسانيد الشيخ عبد الغني ": " هو اليومُ عُذَيْقها المرجَّب والمحدث بين لابتيها، لا تكاد تسمع أذناك عند غيره فيها حدثنا الزهري عن سالم عن أبيه إلاّ قليلاً "، اهـ.

وكان منقطعاً للرواية والتحديث رؤوباً على إسماع الكتب الستة، حدثني بعض شيوخنا انه في ملأ كانوا يسمعون عليه سنن أبي داوود، وبيد كل سامع نسخة، فتنبه الشيخ لإسقاط راوٍ في السند اتفقت النسخُ الحاضرةَ على إسقاطه،، فحاصروا فأوقفهم المترجم على ضرورة إثبات الواسطة من كلام أيمة الصناعة ورجال الطبقات، فعجبوا من نباهة الشيخ واطلاعه الدقيق وأصلحوا نسخهم. وفي " اليانع الجني ": " كان من أجل نعم الله عليه أن صرفه عن الإشغال بمُحْدَثات العلوم ومبتدعات الرسوم التي جدواها قليل وعدواها كبير، ووفقه لحلية المتقين وبغية الأبرار من العلوم النافعة في الدين "، اهـ. قلت: وكان شديد التمسك بالسنّة في عمله وقوله وملبسه، زاهداً متقشفاً حتى كان يرفع في تنفلات الصلاة على مقتضى حديث ابن عمر مع أنه حنفي، ولشدة تمسكه بالأثر صنّف الشيخ رضا علي بن سخاوة علي العمري البنارسي من متعصبي علماء الحنفية بالهند في الردّ عليه، ولكنه في السماء ومنتقده في الأرض.

اجاز للمترجم والده بكل ما وصله عن أشياخه وحافظ الحجاز محمد عابد السندي بعد أن سمع عليه مسلسلات ثبته، وذلك سنة 1250 والمترجم إذ ذاك ابن خمس عشرة سنة، وأبو زاهد إسماعيل بن إدريس الاسلامبولي ثم المدني، أخذ عنه أيضاً في التاريخ المذكور، وهما عمدته في الراوية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015