المشهورة فكان يحدث بها، قال الحافظ ابن حجر: " كان يحب فنون الحديث محبة مفرطة وتأسف على ما ضيع منها ويحب أن يشغل فيها) ، اهـ. وقال الحافظ ابن ناصر في " شرح البديعة ": " له على صحيح البخاري تعليقات " قلت: له الافهام لما في البخاري من الإبهام. نروي ما له من طريق الحافظ تقي الدين ابن فهد عنه.
390 - عبد الرحمن الثعالبي (?) : هو الإمام بركة الجزائر عالمها ومسندها ولي الله أبو زيد عبد الرحمن بن مخلوف الثعالبي الجزائري المالكي المتوفي سنة 875 عن نحو التسعين. ترجم الشيخ نفسه في كتابه " الجامع " فذكر أنه رحل من الجزائر في طلب العلم سنة 802 ودخل تونس عام 805 فأخذ عن أصحاب ابن عرفة، ثم رحل إلى مصر فأكثر الحضور على الحافظ ولي الدين العراقي شيخ المحدثين، قال: " فحضرت عليه علوماً جمة ومعظمها علم الحديث، وفتح الله سبحانه لي فتحاً عظيماً، وكتب لي بخطه وأجازني " قال: " ثم رجعت إلى تونس، قال: فأخذت عن البرزالي رواية البخاري، ولم يفتني من سماعه إلاّ اليسير، ولم يكن يومئذ بتونس من أعلمه يفوقني في الحديث منةً من الله وفضلاً، وإذا تكلمت فيه أنصتوا وتلقوا ما أرويه بالقبول، فضلاً من الله ثم تواضعاً منهم وإنصافاً وإذعاناً للحق واعترافاً به، وكان بعض فضلاء المغاربة هناك يقول لي: لما قدمت علينا من المشرق رأيناك آية للسائلين في علم الحديث، ومع ذلك لا أسمع بمجلس يروى فيه الحديث إلاّ حضرته "، اهـ.
قلت: حلاه شيخه الحافظ ابن مرزوق الحفيد في إجازته له ب " سيدي