وأما البرنامج: فهو كما في القاموس وشرحه بفتح الموحدة والميم صرح به عياض في المشارق، وقيل بكسر الميم، وقيل بكسرهما، كما في بعض شروح الموطأ: الورقة الجامعة للحساب. وعبارة المشارق: زمام يرسم فيه متاع التجار وسلفهم وهو معرب نامه وأصلها فارسية.
وقال أبو عبد الله بن الطيب الشركي في حواشيه على القاموس: البرنامج من الألفاظ الفارسية التي عربتها العرب كما في غريب مختصر الشيخ خليل وغيره، وأطلقه المصنف فاقتضى انه بالفتح، وفيه تخليط إذ لايدري ما يفتح فيه، والظاهر أنه بفتح الموحدة وسكون الراء وفتح النون والميم، وكذا ضبطه بعض أهل الغريب، وفي فهرسة الشيخ أبي سالم: الصواب فتح الميم في برنامج، وفيه لغة الكسر، وصوب الفتح غير واحد من أهل اللغة، قاله في الديباج باختصار. وقال الهوريني: يرادف الفهرسة البرنامج، معرب، واستعمله ابن خلدون في المقدمة.
قلت: يستعمله كثيرا أهل الأندلس، بمعنى الفهرسة، وبه سمى الحافظ ابن مرزوق فهرسته كما في جنى الجنتين له (وانظر حرف الباء من كتابنا هذا) .
المقدمة الثانية في حد الحافظ والمحدث والمسند:
اعلم أن أدنى درجات الثلاثة كما في التدريب المسند بكسر النون وهو من يروي الحديث بإسناده، سواء كان له علم به أو ليس له إلامجرد الرواية، وقد صار اليوم يطلق على من توسع في الرواية وحصل الكثير من المسانيد والفهارس، واتصل بها عن أيمة المشرق والمغرب من أهل هذا الشأن.
وأما المحدث فهو أرفع منه وقد عرفه المنلا الياس الكردي في حواشيه على النخبة بقوله: حده أنه العالم بطرق الحديث وأسماء الرجال والمتون لا من اقتصر على السماع المجرد.