البغدادي، ولد سنة 553، وبويع بالخلافة في ذي القعدة سنة 575، ومات ببغداد سنة 622 عن تسع وستين سنة. وفي سنة 607 ظهرت الإجازات التي أخذت له من الشيوخ، وذكرهم في كتاب " روح العارفين " الذي شرحه الحافظ يوسف سبط ابن الجوزي صاحب " مرآة الزمان " وكان وقفاً بدار الحديث الأشرفية بدمشق، ودفع الخليفة إلى أهل كل مذهب إجازة عليها مكتب بخطه: " أجزنا لهم ما طلبوا على شرط الإجازة الصحيحة، وكتب العبد الفقير إلى الله أبو العباس أحمد أمير المؤمنين " وسلمت إجازة أصحاب الشافعي إلى ضياء الدين عبد الوهاب بن علي الصوفي، وإجازة أصحاب أبي حنيفة إلى الضياء أحمد بن مسعود التركستاني، وإجازة أصحاب أحمد إلى أبي صالح نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر، وإجازة أصحاب مالك إلى التقي ابن جابر الزاهد المغربي. وفي سنة 608 أمر الخليفة المذكور أن يقرأ مسند أحمد بمشهد موسى بن جعفر بحضرة صفي الدين محمد بن سعد الموسوي بإجازته من الخليفة نروي ما للخليفة المذكور من طريق يوسف سبط ابن الجوزي المذكور عنه.
قلت: لعل هذا المظهر من خلفاء بني العباس في باب التحديث والرواية هو الذي أراد السلطان سليمان العثماني أعظم ملوك الترك وأعلمهم أن ينسج عليه، فقد ذكر الرحالة أبو القاسم الزياني في رحلته الكبرى (?) أنه وقف في المكتبة السليمانية بأصطنبول على فهرسة السلطان سليمان المذكور مكتوبة في أوراق من فضة على شكل أوراق القصدير كتابتها بالتركي، منحوتة في الفضة مطعومة (?) بحروف، قال: " ذكر له القيم على هذه المكتبة أن فيها نسبه إلى جده سليمان شاه وعمود نسبه إلى يافث بن نوح، قال: وصارت هذه الفهرسة عندهم أصلاً معتبراً لكل من ملك منهم، يأتون بها محمولة