على سيدنا محمد الهادي إلى سبل الرشاد، هذا كتاب يشتمل على ما حملته من شيوخي ورويته، بأي نوع أخذته وتلقيته، فابدأ أولاً بذكر ما رويته بالقراءة والسماع لجميعه أو لبعضه من الكتب المفردة، ثم أتبع ذلك بما أخذته بالإجازة من التآليف على اختلافها وتنوع أصنافها "، اه. وهذه الكراريس التي بيدي منها كلها استغرقت أسانيد تصانيف كتب القراءات والتفاسير فقط. وبالجملة فهي كما قال الشيخ القصار في إجازة له وقفت عليها بخطه لما أجرى ذكرها: " قد اشتملت على أمر عظيم "، اه -. وناهيك بهذه الكلمة منه مع ما وقف عليه من فهارس أهل الأندلس القريب عهده بهم. وعلى أول هذه الكراريس التي بيدي من أوائل فهرس المترجم بخطّ أبي القاسم بن محمد بن إبراهيم الفاسي ذاكراً أنه يرويها عن شيخه أبي العباس أحمد بن يوسف بن الحسن الشهير بالدقون عن شيخه الحافظ أبي عبد الله محمد بن يوسف العبدري، عرف بالمواق، عن مؤلفها المنتوري إجازة عامة. وقال عن الفهرس المذكور ابن القاضي في الدرة: " حازت غالب التواليف الإسلامية "، اه.
وللمنتوري الأمالي في الأحاديث العوالي، والمسلسلات، وكتاب الغريب، وتحفة الجليس وبغية الأنيس، وله جزء فيما اتصل به من المقطعات الشعرية في الوصايا والمواعظ ذاكراً لها بسنده ويعرف بجزء المقطعات الشعرية، وله جزء فيما اتصل به باسناد من المرائي المنامية وكلا الجزءين عندي بخطه.
نتصل به في كل ما له من طريق القصّار عن أبي العباس التسولي وأبي القاسم ابن إبراهيم المذكور كلاهما عن الدقون به. ح: وأرويها من طريق ابن غازي عن محمد بن أبي القاسم السراج عن أبيه أبي القاسم محمد عن المنتوري. ح: وبه إلى السراج الكبير عن المنتوري فهرسته، قال السراج في ترجمته: " أجازني ولولدي أبي القاسم محمد وأبي عبد الله محمد، وسمع من لفظه أبو القاسم حديث الرحمة المسلسل بشرطه إجازة عامة بشروطها وتلفظ لنا بذلك وهو الآن بقيد الحياة "، اه. قلت: عاش المنتوري بعد السراج نحو الثلاثين سنة.