عبد الحي الحلبي في " شرح مناجاة البرناوي ": " كنت أجلس أمامه وقبالة وجهه، ولم أرَ منه شعرة تتحرك ولا طرفة وكنت أنظر إلى حدقته ساكنة حتى كأنه ميت، ولو فرض أن الأرض انقلبت بأهلها والسماء سقطت على الأرض لم تتحرك منه شعرة حتى تطلع الشمس فيتحرك حينئذ، رأيت منه هذه الحالة سنة، وهي مدة إقامتي بمراكش، وذلك لأنه كان يعبد الله بالفكرة، وأخذت عنه علوماً وأجازني في أربعة عشر علماً من العلوم الظاهرة الإسلامية، اه ". وقال عنه أيضاً تلميذه الشيخ سيدي محمد المعطي بن عبد الخالق الشرقي في ثبته " الموائد السنية " - " متبع للسنة مجتنب للبدعة منفر عنها غاية التنفير كثير المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولقد رأيته يغلبه الوجد في بعض الأحيان من ذكره صلى الله عليه وسلم فيرتعد ويتغير لونه، وقد قالوا: من علامة محبة النبي صلى الله عليه وسلم أن يتلذذ محبه بذكره الشريف ويطرب عند سماع اسمه المنيف، اه - " (انظر " الروض اليانع الفائح " فإن فيه ترجمته عن الفهرس المذكور مطولة) .
يروي عامة عن أبي محمد عبد الله بن علي بن طاهر العلوي السجلماسي عام 1037 وعن أبي بكر ابن يوسف السكتاني وأبي محمد عبد الواحد بن عاشر الفاسي وغيرهم. له فهرسة في مجلد ولكنها ليست على نسق الفهارس، بل مجموعة طب وفقه وحكم وأشعار بلا تقيد بسند وما في معناه مما هو موضوع الفهارس، قال عنها صاحب " الدرر المرصعة " حين ترجمه " فهرسته حسنة اشتملت على فوائد وفتاوى وغير ذلك، اه - " وأصله لصاحب " الصفوة ". وله ثبت صغير ألفه باسم أبي عبد الله محمد ابن ناصر وأخيه أبي علي الحسين إجازة لهما عام 1051 ساقه بنصه صاحب " فتح الملك الناصر في مرويات بني ناصر ".
نروي فهرسته هذه وكل ماله من طريق أبي عبد الله محمد ابن ناصر المذكور وأبي علي اليوسي والتجموعتي وأبي إسحاق السباعي والبرهان الكوراني وحسن