فهرس الفهارس (صفحة 525)

من أشتات العلوم ما لم يجمعه أحد فيما شاهدنا من علماء عصرنا شرقاً وغرباً، ولا شيخنا الحافظ إدريس العراقي، تراه يشتري وينسخ دائماً بالأجرة، يستعير من الأقطار البعيدة ويؤتى إليه بالكتب هدية، ومع ذلك يحبس ويعطي، وله اليد الطولى في التأليف فهو والله سيوطي زمانه، انخرق له من العوائد فيها ما انخرق لابن شاهين وابن حجر والسيوطي، ولو انهم جمعوا لديه لتيقنوا أن الفضيلة لم تكن للأول، اه ".

وقال عنه أبو الربيع الحوات في " السر الظاهر ": " الإمام الحافظ النسابة العارف أبو الفيض محمد مرتضى بن محمد الحسيني اليمني، وهو حي لهذا العصر، ملأ البسيطة بعلومه ومعارفه أمتع الله به، اه " وقال عنه محدث الشام الوجيه عبد الرحمن الكزبري في ثبته: " إمام المسندين وخاتمة المحدثين "، وقال عنه عالم مصر الشمس محمد بن عليّ الشنواني الأزهري في ثبته: " شيخ الإسلام علامة الإنام ناشر لواء السنة المحمدية وواصل الأسانيد النبوية أبو الجود وأبو الفيض " (باختصار) . وقال عنه عالم مكة المكرمة عمر بن عبد الرسول المكي: " شيخ الحفاظ في وقته ومرجع أهل الأثر من كثر الأخذ عنه، حتى ارتحل إليه من كل فج عميق وجيء إليه من كل مكان سحيق "، اه. من إجازة له ذكرت في " عقد اليواقيت "، وقال في إجازة له أخرى: " أشهر علماء الحديث ورواته وحامل لوائه وروايته المسند الكبير العالم الشهير، اه ". وقد ترجمه ترجمة طنانة تلميذه الجبرتي في تاريخه لكنه ما سلم من حسده، وقد تجرد له من متأخري المصريين محمد إبراهيم فني المصري في جزء صغير سماه " الجوهر المحسوس في ترجمة صاحب شرح القاموس " وهو عندي بخطه.

وقد كانت سنة الإملاء انقطعت بموت الحافظ ابن حجر وتلاميذه كالحافظين السخاوي والسيوطي وبهما ختم الإملاء فأحياه المترجم بعد مماته، ووصلت أماليه إلى نحو أربعمائة مجلس، كان يملي في كل اثنين وخميس فقط، وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015