المحدث المسند أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي التلمساني، عرف بالحفيد، ولد سنة 766 ومات سنة 842 بتلمسان وقبره بها إلى الآن شهير يزار، وقفت عليه بها، قال عنه تلميذه ولي الله الثعالبي: " أجمع الناس من المغرب إلى الديار المصرية على فضله لا أعلم نظيره في وقته، اه ". ووصفه تلميذه التنسي برئيس علماء المغرب على الإطلاق.
أخذ عن أبيه وعمه وجده وسعيد العقباني، وبتونس عن ابن عرفة وأبي العباس القصار، وبفاس عن ابن حياتي والمكودي، وبمصر عن الزين العراقي والسراج ابن الملقن وابن خلدون وغيرهم، وتدبج مع الحافظ ابن حجر. ومن عواليه روايته عن البرهان ابن صديق الدمشقي والحافظ نور الدين الهيثمي والسراجح البلقيني وأبي الطاهر محمد بن أبي اليمن ومحمد بن عبد اللطيف بن الكويك والبدر الماميني وأبي القاسم البرزولي ومسند غرناطة أبي عبد الله الحفار وأبي عبد الله القيجاطي وأبي محمد عبد الله بن جزي الكلبي وأبي زرعة العراقي ومحمود العيني الحنفي والمجد الفيروزابادي صاحب " القاموس " والحافظ ابن علاق الأندلسي، وأجازه جميع من ذكرنا الإجازة العامة بما لهم من المصنفات والمرويات، وهذا فخر كبير اجتماع هؤلاء كلهم له، وناهيك منهم بجده والعراقي وابن عرفة وابن خلدون وصاحب " القاموس " وابن الملقن والبلقيني والعيني والبرزولي، فقل ان يجتمع لأحد مثل هؤلاء في مشيخته من مجيزيه. وتخرج به هو كذلك فحول العلماء وتدبج مع الولي أبي زيد الثعالبي. وله منظومتان في علم الحديث سمى أحداهما " الروضة " جمع فيها بين الفيني العراقي وابن ليون في ألف وسبعمائة بيت، والأخرى سماها " الحديقة " وفي منظومته في الإصلاح قال مصوباً أن الموطأ أصح كتب الإسلام:
وقول شافعينا أصح ما ... بعد كتاب الله من تحت السما
موطأ لمالك قد أولا ... لأنه قبلهما قد جعلا