في شرف الليلتين ليلة القدر وليلة المولد، وهو كتاب عظيم ينبىء عن اطلاع واسع موجود في مكتبتنا، وغير ذلك. قال عن نفسه للسلطان المريني: " لي ثمانية وأربعون منبراً في الإسلام شرقاً وغرباً وأندلساً ليس يوجد اليوم من يسند أحاديث الصحاح سماعاً من باب إسكندرية إلى البرين والأندلس غيري، وقرأت على نحو مائتين وخمسين شيخاً، وجاورت أثني عشر عاماً، وختمت القرآن في داخل الكعبة، والاحياء في محراب النبي صلى الله عليه وسلم والإقراء بمكة، أفلا يراعى لي الصلاة بمكة ستاً وعشرين سنة " (انظر كلامه في ذلك في ترجمته من نيل الابتهاج) وقال عنه ابن قنفذ في وفياته: " كان له طريق واضح في الحديث، ولقي أعلاماً من الناس، وأسمعنا حديث البخاري وغيره في مجالس مختلفة، ومجلسه مجلس جمال ولياقة معاملة، وله شرح جليل على العمدة في الحديث، اه ". وقد ترجمه الحافظ ابن حجر في " انباء الغمر " وفي " طبقات الحفاظ " الذي جعله ذيلاً على طبقاتهم لابن ناصر الدمشقي.
وشيوخه الذين أخذ عنهم وروى مذكورون في " برنامج المرويات " له وفي مشيخته " عجالة المستوفز المستجاز في ذكر من سمع من المشايخ دون من أجاز من أيمة المغرب والشام والحجاز " نحو الألفين كما في " طبقات النحاة " للسيوطي و " اختصار الديباج " لابن هلال، منهم: الفتح بن سيد الناس الحافظ وأبو حيان والتقي السبكي ومحمد بن جابر الوادياشي وابن المنير الاسكندري وغيرهم، وقد سمى جماعة منهم ابن فرحون في ترجمته من " الديباج " في نحو ورقتين. وتوفي سنة 781 على ما في " كفاية المحتاج " وفي وفيات ابن قنفذ سنة ثمانين، وكانت ولادته سنة 711 كما في ترجمته من " إنباء الغمر ".
وأعلى أسانيده في صحيح البخاري روايته له عن الخطيب الصالح أبي عبد الله محمد بن أبي جعفر بن أحمد بن يوسب الطنجالي عن جده عن أبي