المشرق: " كل خصلة حميدة رأيتها في فمن والدك تعلمتها " وتدبج أخيراً مع صاحبنا الشيخ أحمد أبي الخير المكي الهندي.
وهو رحمه الله ممن خاض في السنة وعلومها خوضاً واسعاً واطلع اطلاعاً عريضاً على كتبها وعويصاتها، بحيث صار له في الفن ملكة وإشراف لم يشاركه فيهما أحد من أقرانه بفاس والمغرب، وتم له سماع وإسماع غالب الكتب الستة، وقرر عليها وأملى وقيد وضبط، وعرف بملازمة السنة في هديه ونطقه وفعله وشدة التثبت والتحري في علمه وعمله، واشتهر أمره في مشارق الأرض ومغاربها بذلك، وافتخر أعلام بالأخذ عنه والانتماء إليه.
له مجموعة في إجازاته ومسانيده ناولنيها في مجلدة، وله عدة إجازات ما بين مطول ومختصر، من أهمها إجازته التي حوت إسناده للأثبات، وهي نحو كراسة ذكر فيها نحو الخمسين. وله من المصنفات العتيدة نحو الستين، منها في السنة وعلومها: نظم المتناثر في الحديث المتواتر طبع بفاس، والدعامة للعامل بسنة العمامة طبع بمصر، والرسالة المستظرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة وما يتبعها من كتب الوسائل التي تنبغي للقاصد والسائل طبع ببيروت (?) ، وشرح آخر حديث في صحيح مسلم، وآخر حديث من الموطأ، وتخريج أحاديث القضاعي لم يكمل، والمولد النبوي الذي ألفه قديماً وطبع مراراً بفاس، وألف آخر أنفس من الأول وأجمع وأنقى وطبع بالرباط، ورحلة حجازية لم تكمل، وسلوة الأنفاس من علماء وصلحاء فاس في ثلاث مجلدات اشتغل به نحو أربع عشرة سنة طبع بفاس، والأزهار العاطرة الأنفاس في ترجمة قطب المغرب وتاج مدينة فاس مولانا إدريس طبع بفاس مراراً في مجلد، وألف أيضاً في القبض كتابه: سلوك السبيل الواضح في أن القبض في الصلوات كلها مشهور وراجح، وألف في حديث البسملة وحكم الجهر بها واسرارها تآليف ثلاثة، وألف في مسألة العلم النبوي كتاباً عظيماً أوعب فيه وحطب وتوسع يخرج في مجلدين ضخمين، وألف في البيت الكتاني وغير ذلك.