فهرس الفهارس (صفحة 502)

وفي الغالب كلما ساق إسناد كتاب يعرف بصاحبه، مقلداً في ذلك فهرسة أبي الحسن عليّ بن سليمان الدمنتي، لم يبق منها شيئاً، وفيما ظن نظر، لأن أبا مهدي إن كان أجاز عامة لمن أدرك حياته فأتى للشيخ أبي طالب إدراكها لأنه مات سنة 1233 عن نحو مائة قيل وثلاثين، فكيف يمكنه إدراك حياة أبي مهدي الذي مات سنة 1080، فبينهما عشرات السنين. وقد قال الشيخ السنوسي المكي في كتابه " البدور السافرة ": " كان مولد أبي طالب على ما أخبرني به بعض أصحابه أواخر المائة الحادية عشرة أو مقارناً لأول الثانية، وهو يروي عن جده عن الثعالبي واللقاني بإجازتهما العامة، اه ". ولا عجب فالمؤلف المذكور يظن أن أبا طالب كان معاصراً للشيخ مصطفى الرماصي وشيخ شيوخه أبي الحسن عليّ الأجهوري، وهو باطل فإن أبا طالب لم يأخذ عن الرماصي فضلاً عن شيخ مشايخه الأجهوري، وإن كان أهل مازونة يظنون أن الرماصي من تلاميذ أبي طالب. ومن العجب أني لما حدثت بذلك ممن يظن به الاعتماد في مازونة كانت بيدي حاشية جده أبي طالب المذكور على الخرشي، فأريته وجهاً منها نقل فيه عن الرماصي تسع مرات، والذي يدلك على مقدار الوهم في أخذ أبي طالب عن الرماصي والثعالبي فضلاً عن الأجهوري أن أبا محمد عبد القادر الكوهن ساق في ثبته إسناد الفقه المالكي وإسناد شرحي الخرشي والزرقاني عن شيخ الجماعة بفاس أبي محمد عبد السلام ابن أبي زيد البازمي عن الشيخ أبي طالب المازوني المذكور، قال: عن أبيه عليّ وكان من المعمرين جاوز المائة، عن الشيخ مصطفى بن عبد الله بن موسى الرماصي القلعي المعسكري المتوفى سنة 1136 عن سن عالية جاوز التسعين، عن الخرشي والزرقاني، كلاهما عن الأجهوري.

يتصل إسنادنا الفقهي بأبي طالب المذكور عن خالنا أبي المواهب الكتاني وأبي العباس أحمد بن الطالب ابن سودة وأبي العباس حميد بن محمد بناني وأبي عبد الله محمد الفضيل بن الفاطمي الشبيهي الزرهوني وأبي عبد الله محمد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015