المطلع الصاعقة الطائر الصيت صاحب التآليف الكثيرة الذائعة أبو عبد الله محمد ابن المدني بن عليّ كنون الفاسي من أولاد كنون الذين بفاس، أخذ عن ابن عبد الرحمن الحجرتي وشيخه أبي عبد الله محمد بدر الدين الحمومي وأبي العباس أحمد المرنيسي وأجازوه، وعن أبي محمد الوليد العراقي وأبي محمد عبد السلام بوغالب والقاضي ابن الحاج وغيرهم. ولما ورد على فاس الشيخ محمد صالح الرضوي البخاري حضر درسه وأجازه. وله المصنفات الكبيرة في الفقه والبدع، وله في الحديث تكمبل ما يخص من حاشية ابن زكري على الصحيح، وشرح سيرة ابن فارس في السيرة لم يكمل، وشرح حديث لا عدوى ولا طيرة، وتعليق على الموطأ وهو في سفرين مطبوع كالذي قبله. مات رحمه الله بفاس سنة 1302، عن ثلاث وستين سنة. قال الفقيه ابن المختار التاشفيني في تاريخه حين ترجمه: " ألف تأليفاً ذكر فيه أشياخه وذكر فيه سلاسلهم في الحديث إلى الإمام البخاري، وفي الفقه إلى مالك، وفي النحو إلى سيبويه، وهكذا، ومن أراده فليراجعه، اه ". وفي التأليف المعنون ب " ذكر من اشتهر أمره وانتشر، ممن بعد الستين من أهل القرن الرابع عشر " لأديب فاس أبي عبد الله محمد الفاطمي بن الحسين الصقلي الفاسي حين ترجم للمذكور أيضاً " وله فهرس ذكر فيه أشياخه، " اه منه. ولم أر من عد للمترجم في مؤلفاته الفهرس المذكور عدا من ذكر. ثم أخبرني بعض العلماء من تلاميذه أنه وقف على فهرسه المذكور بخطه، وهو في نحو كراسين. نروي ما للمذكور عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي المراكشي وأبي محمد صالح بن المدني وأبي محمد عبد الله الامراني الفاسي وغيرهم، كلهم عن المذكور إجازة عامة، وهو آخر من أقام ناموس العلم بالمغرب وظهر بمظهر الجلال والعظمة من أهله، رحمه الله رحمة واسعة.
149 - كتاب الأسانيد لكتب حديث صاحب النصر والتأييد: لجمال الدين قطب العيني الحنفي، ذكر فيه سنده للموطأ ومسند أبي حنيفة والشافعي