لمَ لم يكن المترجم يعرج عليها، فانا نراه يروي البخاري من طريق المعمرين عن أبيه عن الأهوري المذكور، وكيف لا يعتبر الإجازة العامة وقد اعتبرها والده من قبل، فإن رواية الأهوري عن قطب الدين النهروالي إنما هي بالعامة فقط كما صرح بذلك المنلا إبراهيم نفسه في " جناح النجاح " والله أعلم. واستجاز للمترجم والده أيضاً من أبي السعود الفاسي وولده أبي زيد عبد الرحمن بن عبد القادر ومحمد بن سليمان الرداني وغيرهم.
وأما ما ذكره الحافظ مرتضى في " العقد " من أخذه عن جده لأمه الصفي القشاشي قال: " كما في السمط المجيد " فهو غلط، كما كتب لي بذلك الشيخ أحمد أبو الخير من مكة قائلاً: " اغتر السيد بقول القشاشي في سمطه أجزت فلاناً، وإبراهيم بن حسن وابنه محمداً، فظن السيد أن محمد بن إبراهيم هو أبو طاهر إذ اسمه أيضاً محمد، ولا شك أن اسمه محمد ولكن من المعلوم لدى الماهر بالفن أن للكوراني أبناء ثلاثة يسمى كل منهم بمحمد، ويتميز كل واحد منهم بالكنية التي انفرد بها عن أخيه، وقد كان ولد للكوراني في حياة القشاشي ابنه الأكبر فأجازه جده، وأما أبو طاهر فهو أصغر إخوته ولد بعد موت جده القشاشي، وهذا الولد الأكبر هو الذي عناه الكوراني في " مسالك الأبرار " بأنه روى الأولية عن القشاشي وقال: " اسمع سبطه ولدي محمد وأنا حاضر، اه ". " باختصار " من خطه رحمه الله. ثم كتب لي بعد ذلك أيضاً " أن أولاد المنلا: محمد أبو سعيد والآخر محمد أبو الحسن والثالث محمد أبو الطاهر، وهو أصغر الثلاثة واسمه عبد السميع، اه ".
وكان الشيخ أبو طاهر كثير النسخ بيده حتى قيل إنه أكمل بيده نحو السبعين مجلداً كما في " النفس اليماني " وعندي مجلد بخطه اشتمل على " شروح الفصوص " للشيخ الأكبر. نروي كل ما يصح للمذكور من طريق محمد سعيد سنبل والعارف السمان المدني والغربي الرباطي والورزازي وغيرهم كلهم عنه.