من شيوخه. وقال فيه الحافظ السهيلي: " أحد الأيمة المشهورين بالاتقان والضبط، اه ". وقال الحافظ السيوطي في ترجمته من " طبقات الحفاظ " (?) : " لم يكن له نظير في هذا الشأن، اه ". وتغالى الناس بعد موته في كتبه، وبمكتبة القرويين بفاس إلى الآن نسخته من صحيح مسلم التي قابلها مراراً وسمع فيها وأسمع بحيث يعد أعظم أصل موجود من صحيح مسلم في افريقية، وهو بخط الشيخ الأديب الكاتب أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر الأموي الإشبيلي المالكي، فرغ منه سنة 573، وعليه بخط المترجم أنه عارضه بأصول ثلاثة معارضة بنسخة الحافظ أبي عليّ الجياني شيخ عياض وغيره من الأعلام، وكتب المترجم بهامشه كثيراً من الطرر والفوائد والشرح لغريب ألفاظه وشروح بعض معانيه، وفرغ من ذلك سنة 573 أيضاً.
وهو من المشهورين بسعة الرواية والتبحر في علومها، وعدد من سمع منهم أو كتب له نيف ومائة رجل، قد احتوى على أسمائهم برنامجه الضخم، وهو في غاية الاحتفال والإفادة لا يعلم لأحد من طبقته مثله، قاله ابن الأبار في " التكملة ". وقال جابر بن أحمد القرشي: " كتب إلي يعني ابن خير يخبرني أن فهرسته هذه عشرة أجزاء، كل جزء منها ثلاثون ورقة " رتبه على ما سيذكر ما رواه عن شيوخه من الدواوين المتعلقة بالقرآن ثم الموطأ ثم المصنفات المتضمنة للسنن، مع فقه الصحابة والتابعين والمسانيد وسائر كتب الحديث وشرح غريب وعلل وتواريخ وسير وأنساب، ثم فقه وأصول وأشربة وفرائض وتعبير الرؤيا وزهد ورقائق وآداب وأشعار العرب والمحدثين، ثم الفهاريس التي اتصلت به، وقد ذكرنا جميع ما وقع له منها هنا، ثم تسمية من لقبه وأخذ عنه وكتب له، وهو في مجلد ضخم طبع بأوربا (?) . نرويه من طريق ابن الزبير عن أبي الحسن أحمد بن محمد السراج عن خاله أبي بكر ابن خير، وقد كانت وفاة ابن خير بقرطبة سنة 575 عن 73 سنة.