والوجيه الأهدل، فإذا روينا عنهما من طريقه كان أعلى مابيننا وبينهم ثلاثة. ونروي عنهم بواسطتين من غير طريقه. فأما الفلاني فمن طريق تلميذيه الوجيه الكزبري والسيد إسماعيل البرزنجي، أخذنا عن أصحابهما عالياً، وأما الأهدل فمن طريق السيد محمد بن حسين الحبشي ومحمد بن ناصر الحازمي وغيرهما ممن أخذنا عن أصحابهم. كما يروي الشيخ عابد عن الشيخ طاهر سنبل وعبد الملك القلعي والفلاني، وقد شاركه فيهم قاضي مكة عبد الحفيظ العجيمي الذي أجاز للشيخ محمد حيدر الأنصاري وأولاده، ومنهم مجيزنا الشيخ المعمر محمد حسنين، فبيننا وبين ثلاثة أيضاً من أشياخ السندي وسائط2 وهذا نهاية العلو.
وبالجملة فالشيخ عابد رحمه الله كأنه لم يعتن بالرواية في أول أمره، ولذلك غالب روايته نازلة، ألا ترى أنه لم يعش بعد عمدته الأهدل إلا نحو سبع سنوات وعلى كل حال فعليه المدار اليوم في هذه الصناعة، وهو إمام أهلها، وناهيك بحصر الشارد الذي لم يدون أحد في جيله ما يشبهه أو يقاربه في الجمع والتفنن والجرم، فجازاه الله عن السنة وأهلها خيراًُ، آمين.
123 - حظيرة الإيناس في مسلسلات سليمان بن طه أبي العباس (?) : تأليف العلامة سليمان بن طه الاكراشي ابن أبي العباس أحمد بن أحمد بن سليمان الحريشي الشافعي الحسيني المصري من أخص تلاميذ الحافظ الزبيدي المتوفى سنة 1199، فرغ منها مؤلفها عام 1189، أولها " الحمد لله الذي رفع العلماء بعلو الاسناد " قال في أولها: " هذا مجموع لطيف ومصنف ظريف، جمعت فيه ما وقع لي من الأحاديث المسلسلات الشريفة والأسانيد الظريفة،