الخلف " للرداني أن الراعي روى المتن المذكور عن شيخه المنتوري عن الخطيب أبي جعفر أحمد بن محمد بن سالم الجذامي عن القاضي أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الحضرمي عن مؤلفها أبي عبد الله محمد بن محمد بن آجروم؛ فظهر أن الحضرمي المذكور هو القاضي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم صاحب " الدر النفيس " وصاحب كتاب " السلسبيل العذب من المنهل الأحلى المرفوع للخلافة العزيزية التي لا تزال مناقبها على ممر الدهر تتلى في سلك من تحلى سلكهم في الأربعين في الجيلين جيل فاس ومكناسة وسلا " وهو كتاب عجيب حلو السياق في نحو أربع كراريس. ولم أقف على فهرسته المذكورة ولا على شيء من ترجمته الآن، ولا أحفظ به أتصالاً. وقد كانت وفاة ابن آجروم شيخه بفاس سنة 723، فعلى هذا أخذ عمن مات سنة 23 من المائة الثامنة وعمن مات سنة 71 بها أيضاً. ثم وجدت في ترجمة ابن آجروم من " سلوة الأنفاس " ان من الآخذين عنه القاضي أبا عبد الله محمد بن عبد المهيمن الحضرمي فانظر هل المراد ابن إبراهيم كما في " نفح الطيب " و " والتقاط الدرر " وغيرهما فتصحف عليه، أو ابن عبد المهيمن حقيقة، وهو إما والد عبد المهيمن المترجم أو ولده، والله أعلم.
151 - الحضيكَي: هو العلامة المحدث أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الجزولي الحضيكي شهرة، نزيل زاوية آسي بسوس، المولود سنة 1118 المتوفى سنة 1189، راوية سوس الأقصى. رحل في طلب هذا الشأن وجال شرقاً وغرباً وكاتب من لم يلقه من سوس إلى تطوان ومكناس وفاس والرباط وبجعد ومصر وزوايا سوس وغيرها، بحيث يستغرب ذلك من طالع مجاميعه وفهارسه وفهارس أصحابه من أهل سوس، إذ عليه مدار الإسناد في تلك البقاع.
قال عنه تلميذه الاصغركيسي في فهرسته: " كان عديم النظير في زمانه ورعاً ونزاهة، وعلماً ونباهة، له اليد الطولى في علم السير والحديث وإليه