في المقصد السادس من كتابه " البدور الضاوية " كلاماً في حق الشيخ أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الدلائي. وقد أجرى ذكر المترجم أبو زيد الفاسي في " أزاهر البستان " وحلاه ب " الإمام الحافظ الكبير الأستاذ المقريء المجود الشهير " وذكر أن ولادته كانت سنة 988 ووفاته 1063، وأجرى ذكره أيضاً أبو سالم العياشي في فهرسته قائلاً: " هو خاتمة من روى عن القصار وكنت سمعت منه أشياء كثيرة، ولم أطلب منه الإجازة مع أنه كان حريصاً على ذلك، لحيائي منه، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت، اه ".
وقد وقفت على عدة إجازات له ممضاة بخطه، عندي نصها، منها إجازة مكتوبة للعلامة الأديب أبي محمد عبد الله بن الرئيس أبي عبد الله محمد ابن أحمد العياشي بتاريخ 1047 أشرك فيها معه ولد المجاز محمد بن محمد البوعناني، وهي عامة، وبخصوص فهرس شيخه الشيخ القصار عن أبي عبد الله محمد ابن أبي بكر الدلائي عنه، وبخصوص الصحيحين عن أبي القاسم بن أبي النعيم وأبي العباس المقري والعارف الفاسي وأبي محمد عبد الواحد بن عاشر، وأخرى للمذكور أيضاً بالقراءات عن أبي عبد الله محمد بن أحمد المري عن أبي القاسم بن إبراهيم عن ابن غازي بأسانيده. وأخرى بالحديث المسلسل بالمصافحة للمذكور عن ابن أبي بكر الدلائي عن القصار وأبي العباس أحمد بن عليّ البوسعيدي صاحب كتاب " بذل المناصحة " قلت: وباسم المترجم ألف البوسعيدي كتابه المذكور.
ومما يلاحظ أن المترجم اشتهر بأنه مجاز من القصار - كما سبق ويأتي - وفي الإجازة التي وقفت عليها ممضية بخطه يعبر عن القصار بشيخنا، ولكن يروي فهرسته بواسطة الدلائي عنه، صرح بذلك مراراً فدل ذلك على أنه تلميذه بالسماع لا بالإجازة، إلا أن يكون أراد أن يروي للعياشي من طريق الدلائي الذي كان مات تاريخ الإجازة المذكورة، والله أعلم.
نتصل بالمذكور من طريق صاحب " المنح البادية " عن أبيه عنه.