44 - أبو الحجاج المزي (?) : هو يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف القضاعي الكلبي الدمشقي المعروف بالمزي حافظ الدنيا ومسندها، عندي خطه وإمضاؤه هكذا: يوسف المزي، قال السيوطي عنه: لم تر العيون مثله، وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليه من علم الحديث ورجاله، مات سنة 742. قال الذهبي: أحفظ من رأيت أربعة ابن دقيق العيد والدمياطي وابن تيمية والمزي، فابن دقيق العيد أفقههم في الحديث، والدمياطي أعرفهم بالأنساب، وابن تيمية أحفظهم للمتون، والمزي أعرفهم بالرجال. وقال التاج السبكي في ترجمته من الطبقات (?) : عاصرت أربعاً لا خامس لهم هؤلاء الثلاثة، يعني المترجم ووالده والذهبي والبرزالي، ولم أره، وكان يفوقهم في معرفة الأجزاء ورواتها الأحياء، وكانت الثلاثة تعظم المزي وتذعن له ويقرأون عليه ويعترفون بتقديمه. وبالجملة فشيخنا المزي أعجوبة زمانه يقرأ عليه القارئ نهاراً كاملاً، والطرق تضطرب والأسانيد تختلف وضبط الأسماء يشكل وهو لا يسهو ولا يغفل. وقال السبكي أيضاً عن نفسه: إنه كان كثير الملازمة للذهبي يمضي إليه كل يوم مرتين وإنه كان لا يمضي إلى المزي إلا مرتين في الأسبوع، وكان الوالد يحب أن ألازم المزي أكثر من ملازمة الذهبي لعظمة المزي عنده، وكنت إذا جئت من عند شيخ من شيوخي يقول هات ما استفدت ما قرأت، فأحكي له مجلسي معه، وإذا جئت من عند المزي يقول لي: جئت من عند الشيخ، ويملأ بها فمه ويرفع بها صوته ليثبت في قلبي عظمته ويحثني على ملازمته، اه. باختصار.
وأشهر مؤلفات المزي كتابه في الأطراف (?) ، وهو كتاب عظيم عندي