في عشرة أيام. وكان شيخنا المذكور حافظ عصره وإمام قطره، الشائع عنه أنه لا يزيد على مرة في مطالعة الدرس لما منحه الله من سيلان الذهن وسعة الحافظة، وله مؤلفات تزيد على الخمسين منها تفسير القرآن، وحاشية الخرشي، وحاشية المكودي، وشرح العقيقية، والحاوي الجامع بين التوحيد والتصوف والفتاوي، وقد ناهز التسعين، اه.
وقد حدثني مفتي وهران الآن الشيخ الحبيب بن عبد الملك، المغربي الأصل، عن شيخه عالم وهران السيد الحبيب بن البخاري الوهراني عن أبيه وقد عاصر الشيخ أبا رأس أن جماعة من تلاميذه تذاكروا في قوة حافظته وكأنهم اتهموه بالاختلاق فركبوا اسماً نطق كل واحد منهم بحرف منه وجعلوه اسماً لملك، وسألوا الشيخ عنه فأملى لهم ترجمته وسيرته وأعماله، فاتفقوا على أن الشيخ كاذب، ولما طالت المدة وقف أحدهم على الاسم والسيرة في كتاب تاريخي على نحو ما كان أملاه الشيخ أبو رأس عليهم، فعلموا أن الشيخ صادق وهم مقصرون متهمون الشيخ مما هو منه برئ، وهذه حالة كبار الحفاظ مع القاصرين والجاهلين.
وبكل أسف لم أجد له ذكراً في شيء من الفهارس التي بأيدينا لأهل المغرب والمشرق، نعم رأيت أبا عبد الله محمد بن العباس بن يس الفاسي (?) في فهرسته " المواهب القدوسية " (?) أسند أوراد الأيام السبعة التي من جمع الغزالي عن العارف أبي عمرو عثمان القادري قال: عن سيدي محمد بن محمد بو رأس المعسكري عن سيدي محمود بن أبي زيد الكردي عن الحفني، انظرها. كما بكل أسف لم نتصل به بإسناد عمومي ولكن في نحو الفقه والتفسير بإسناد محقق. نعم نروي عن أبي اليسر المهنوي عن الأستاذ ابن السنوسي تفسير الشيخ أبي رأس