30 - ابن الأبار البلنسي (?) : هو الإمام الحافظ الحجة الكاتب الأبرع أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي الأندلسي البلنسي ثم التونسي، ولد سنة 595 وعني بالحديث وجال في الأندلس وكتب العالي والنازل، وكان بصيرا ًبالرجال عالماً بالتاريخ إماماً في العربية إخبارياً فصيحا. له تكملة الصلةً (?) وغيرها في ثلاثة أسفار، ندبه إلى وضعه أبو الربيع ابن سالم الكلاعي وقد صحبه بضعاً وعشرين سنة، ومعجم أصحاب ابن العربي المعافري، ومعجم أصحاب الصدفي (?) ، وخرج لنفسه معجماً مما روى من الآثار، وأربعين حديثاًمتنوعة بالأربعينيات وغير ذلك.
قال الغبريني في " عنوان الدراية " (?) : ولو لم يكن له إلا كتاب اللجين في مراثي الحسين (?) لكفاه في ارتفاع درجته وعلو منصبه وسمو رتبته فكيف لا وله تصانيف دونه. مات بتونس قتيلاً سنة 658 مأسوفاً عليه وأحرق. قال ابن خلدون: وسيقت مجلدات كتبه وأوراق سماعه ودواوينه فأحرقت معه. قلت: وهذه والله شنعة مافوقها شناعة، ورزية مابعدها رزية، إلا قتله ثم حرقه، وهو عندي عديل ابن الخطيب وابن خلدون في الإنشاء وملكة الشعر، ويفوقهما بصناعة الحديث ومعرفته معرفة تامة ليس للتونسيين من يشاركه أو يضارعه فيها، ولفرط اعتنائه وعظيم اهتباله بها قال فيه الغبريني في " عنوان الدراية ": لا يكاد كتاب من الكتب الموضوعة في الإسلام إلا وله