وأسناه ما بالغرب طلعة شمسه ... وآسد في أرجائها يتبسم
عن ابن سعادة الذي له نسخة ... بها كل قراء البخاري ترنموا
ومن غض من رواية له زاعماً ... بأنها وجادة فقط لا يكلم
لخرقه للإجماع من أهل مغرب ... وأندلس والحق لا يتلثم وأشار بالبيتين الأخيرين إلى ما سبق في حرف التاء (?) عن أبي مروان عبد الملك التجموعتي من إنكاره على المغاربة ولوعهم برواية ابن سعادة هذه، وتعجبه من تلقيهم لها بالقبول، مع أن رواية ابن سعادة من قبيل الوجادة التي هي أضعف أنواع التحمل عند المحدثين، وذلك أن نسخة الجامع الصحيح صارت إليه من أبي عليّ الصدفي لصهر كان بينهما، وكانت بخط أبي عليّ نهاية في الصحة والضبط، فحدث بها ابن سعادة من غير إجازة ولا سماع، قال أبو الفيض ابن الحاج: " وقد أنكر عليه ذلك شيوخ العصر وحق لهم إنكاره، فإن تواريخ الأندلس قاطبة ناطقة ببطلان دعواه، وأن ابن سعادة سمع الصحيح قراءة على أبي عليّ وأجازه فيه، وقوله وكانت بخط أبي عليّ فيه نظر، بل بخط عمه موسى بن سعادة ورثها عنه ابن أخيه الذي اعتمدت المغاربة روايته عن أبي عليّ بدون واسطة عمه، وكتب الصدفي بخطه الإجازة له على ظهر النسخة، قال في " نفح الطيب " في حق محمد بن يوسف: " سمع أبا عليّ الصدفي واختص به وأخذ عنه " اه.
أقول: كأني بأبي مروان ما كان ينكر أو يذكر كل ما نقل عنه، إذ إنكاره أخذ محمد بن يوسف المترجم عن الصدفي بعيد، إذ هو من مثله إنكار لمحسوس، إذ على النسخة السعادية الآن مشاهداً بخط الصدفي على أول الجزء الخامس ما نصه: " سمع جميعه على محمد بن يوسف بن سعادة،