للدفاع عنه كما وضعته اللجنة التي نيط بها وضعه1.

وللحزب أشباه في الأحزاب السياسية الفرنسية من حيث فلسفة برنامجه، ومن حيث اضطراره -في أثناء هذه الفترة من تاريخنا- للعمل في الحكم أو في المعارضة مشتركًا مع غيره، "وكان على العموم حزب موازنة وتلطيف"2, ويصدر هذا الحزب جريدة "السياسة" في 30 أكتوبر 1922, يرأس تحريرها الدكتور محمد حسين هيكل، ويشترك في تحريرها طه حسين ومحمود عزمي وتوفيق دياب وغيرهم.

وتتضح رسالة الحزب من العنصر النفسي لهذه الصحيفة، والذي يمثل غرضًا مزدوجًا في كيانها الصحفي وهو: "الدفاع عن المشروع الذي وضعته لجنة الدستور حتى يصدر, والحرص على أن تحقق المعاهدة التي تعقد مع إنجلترا إكمال استقلال مصر وكفالة حقوقها في السودان"3 وتتوسَّل في سبيل ذلك بتوجيه الرأي العام وتنويره, والدعوة إلى هذا العنصر بأسلوبٍ يقترب من أسلوب "الطان" الفرنسية؛ أسلوب التعقل والاعتدال4.

ومن هذا العنصر النفسي وذلك الأسلوب، يبين الامتداد الفكري لمدرسة "الجريدة", ومُثُلُها التي تتحمَّس لها وتجمع من حولها الآراء، وعنايتها بالإرشاد والتثقيف والتوجيه والتجديد في "الأسلوب والموضوع"5 فخرجت عن تلك الدائرة الضيقة التي كانت الصحافة فيها قاصرة على "ذكر الحوادث السياسية" في الداخل أو في الخارج"6.

وأفردت "صحائف للأدب والفن والزراعة والسيدات"7.

وفي هذه الصحيفة يواصل طه حسين رسالته التي انتهى إلى تصورها في "الجريدة"؛ فالإمام الذي جمع الجاهلين في شخصه, وحاول أن يجمعهما في حزب الأمة -جاه العلم والعقل وجاه العصبية والغنى8, هو نفس الإمام الذي حاول نفس الجمع في حزب الأحرار الدستوريين، فهو أستاذ لطه حسين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015