الفصل الأول: الدكتور طه حسين ومدرسة الجريدة

مدخل

...

نتحدث في هذا الفصل عن "الدكتور طه حسين ومدرسة الجريدة" لنتعرف على بيئة التكوين التي نشأ فيها الدكتور طه حسين كاتب المقال الصحفي, انطلاقًا من فهم عملية الإعلام على أنها في جوهرها عملية اتصال بين كاتب وقارئ أو متحدث ومستمع. أي: بين مرسِلٍ ومستقبلٍ عن طريق وسيلة إعلامية تنتقل بواسطتها الرسالة الإعلامية، من طرفٍ إلى آخر1, ثم نتحدث في فصول هذا الباب التمهيدي عن البيئة الخاصَّة والمقومات الشخصية للدكتور طه حسين، وعن مكانه من الهيئة الاجتماعية والثقافية، وثقافته واتجاهاته في الاتصال الصحفي بالجماهير، وهذه المقومات الاتصالية هي التي تساعدنا في فصولٍ أخرى على التعرُّف على قدراته الاتصالية في ابتكار فنونٍ جديدة من فنون المقال الصحفي.

فإذا كان هذا الاتصال هو قطب الرحى في بناء المجتمع الإنساني2، بحيث يستحيل بدونه بناء مثل هذا المجتمع، فإن هذا الفصل حين يركِّز على بيئة التكوين في مقال طه حسين، كباعث للمقال الصحفي في موضوع هذا البحث، إنما يمهِّد لدراسة فنِّ المقال الصحفي في أدبه على العموم من خلال المفهوم القائم على أن الرسالة جزء من الموقف الاتصالي العام بأبعاده النفسية والاجتماعية والثقافية، الأمر الذي يقتضي أن نتناول في هذا الفصل بالدراسة السريعة: البيئة العامة للمقال الصحفي قبل طه حسين، ثم مدرسة الجريدة التي قضى فيها طه حسين مرحلة التكوين الصحفي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015