إليه أنه جلس قرناً، ثم تأكدت في رأسه فكرة أنه لن يراها اليوم، فتحرك في كرسيه، قائلاً في نفسه: أنه ما دام يعلم ذلك فلماذا يجلس بالقهوة الآن " (?) ثم يحلل ما يدور في نفس مصطفى من هواجس، ويتبعه في كل زاوية ومنعطف، ويجريه أنى شاء، ويخلق له المشكلات ويحلها، حتى كأنه هو مصطفى نفسه. وهذه الطريقة القصصية تجعلنا نعتبر حديثه عن حسن أيضاً مزيجاً من الواقع والخيال. فإذا وجدت شواهد يقينية فإنها تفيدنا في معرفة العناصر الذاتية التي انتزعها الحكيم من نفسه، وأضفاها على شخصية محسن، أما أن يقال إن " محسن " هو توفيق الحكيم، وأن ما جرى له في " عودة الروح " جرى للحكيم نصاً وروحاً. فهذه غفلة تؤدي إلى التفاهة في الأحكام.
وفي دافيد كوبر فيلد شيء كثير من حياة دكنز، ولكن ذلك القصصي لم يلتزم أيضاً بالموازاة الدقيقة بين نفسه وشخصية كوبر فيلد، بل خضع للروح القصصية، فمثلاً تزوج دافيد من اجنس صلى الله عليه وسلمgnes في القصة مع إن هذا هو عكس ما حدث في الواقع (?) .
يقول توماس هاردي في نقد من يعتمد على قصص الكاتب لاستنتاج العناصر الذاتية منها: " لا يزال مستر هحكوك يعتمد على قصصي في وصف شخصيتي، وتحليله ليس من الذوق الحسن في شيء، وأنا ما زال حياً، حتى ولو كان ما يقوله صحيحاً،