المثال، وتشوه الأنموذج وتسيء إلى الأخلاق، وترسم القدوة السيئة. وما كاد العصر الفكتوري يرخي أطرافه على الحياة الإنجليزية حتى حاربت روح التبرر والتزمت هذا المنهج الذي سار فيعه بوزول، وعاد كتاب السيرة، إلا قليلاً، يكذبون على أنفسهم وعلى الناس، وعادت العاطفة الدينية تتحكم في توجيه السيرة وفي كتابها. فخالطها شوب من التزوير حرمها كثيراً من النقاء. ولما كتب أحدهم (Frounde) سيرة كارليل في شيء من صراحة بوزول، تنزلت عليه صواعق الذم من كل جانب، واتهم الكاتب بأنه عادم الذوق، خائن وقح، لأن هذا النوع من السيرة كالذي كتب يكشف عن دخائل الحياة الخاصة، ويشهر بها، ويعلن عن أسرار لابد من أن تظل طي الكتمان. (?)
وبعد هذه النكسة أصبح البعث الجديد في حياة السيرة من نصيب من يثور على هذا الاتجاه الفكتوري، ويحطم هذه الأغلال الثقيلة. ووقع القدح الفائز في يد ليتون ستراتشي Lytton Strachey الذي اضطلع بجهد مزدوج، أما أولاً فقد عاد إلى مقياس الدكتور جونسون في الصراحة والصدق، واعناية بإبراز حياة الفرد على طبيعتها، لا صورة المثال، حين ترجم لمشاهير العصر الفكتوري، وأما ثانياً؟ وهذا هو الشيء الجديد الذي حققه؟ فقد أعمل نظرته الساخرة في كتاب السيرة فخلق فيها نوعاً جديداً يمكن أن يسمى " السيرة الساخرة "