لماذا من المهم أن نعرف قصة إسرائيل الكبرى؟ لماذا من المهم أن نعرف إن كان هذا حقيقة أم مجرد أسطورة لا يسعى إليها أحد ولكنها مجرد خيال؟ أولاً: معرفة ما في رأس العدو يحدد طريقة تحركه والخطوات التي من المتوقع أن يخطوها، وما يمكن أن يتنازل عنه، وما لا يمكن أن يتنازل عنه.
ثانياً: أن تعلم خطورة القضية، وأنه لا يمكن فيها الانتظار، فالقضية ليست قضية فلسطين فقط، ولكنها خطة شيطانية لتدمير أكثر من قطر إسلامي، وأنا على يقين من أنه لو مكن لليهود من احتلال البلاد الداخلة تحت مسمى إسرائيل الكبرى فإنهم سوف ينشرون خريطة أخرى توسع أملاك اليهود، وتذكر آيات في التوراة تضم بها ليبيا أو السودان أو بقية السعودية أو اليمن أو إيران أو غيرها من البلاد: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة:79].
ثالثاً: بمعرفة هذا المخطط سيسهل عليك أن تشعر بمشاعر الفلسطينيين، وما هم فيه من ألم ومصاب، فكونك تعلم أن الخطر قريب جداً منك يجعلك تتحرك بحمية وبسرعة، فلو عرفت مثلاً أن مدينة من مدن العالم بها وباء الكوليرا فإنك قد تتعاطف تعاطفاً وجدانياً أو مادياً مع هذه المدينة، ولكن إلى حد معين، أما إذا علمت أن الكوليرا في المدينة المجاورة، وأنه من الطبيعي جداً ومن السهل جداً ومن المتوقع جداً أن تكون في مدينتك بعد يوم أو يومين أو شهر أو شهرين -فإن استعدادك سيكون مختلفاً بالكلية، أيضاً لما تعلم أنه في تخطيط إسرائيل أن تكون في بلادك بعد يوم أو يومين أو شهر أو شهرين سيكون رد فعلك مختلفاً بالكلية من حيث مساعدتك لأناس يعيشون في بلد ما يحاربون اليهود.
رابعاً: استراتيجياً ومن منطلق الأخوة والدين هل من المصلحة أن تكون الحدود الملاصقة لك مباشرة هي حدود دولة قوية يهودية نووية مسلحة بكل أنواع الأسلحة الحديثة، وفي قلبها كراهية معلومة لك، أم أن تكون حدودك مع دولة مسلمة شقيقة إن حدث خلاف بينك وبينها فإنه مهما تعاظم فإنه يكون إلى حدود، ومهما تباينت المواقف تبقى الشعوب يربطها رباط واحد وهو الإسلام؟ إذاً: قضية إسرائيل الكبرى قضية يدبر لها في خفاء وإعلان، بل لعلي لا أكون مبالغاً إن قلت: إن الجزء الأكبر والأهم والأصعب قد حدث بالفعل، وهو تأسيس دولة إسرائيل في داخل فلسطين، وهم على الجزء المتبقي أقدر إلا أن يمن الله على المسلمين بتوبة وطاعة وعمل وجهاد.