الوسيلة الثالثة من وسائل التحفيز: التحذير من التسويف والتأجيل.
وهذه آفة خطيرة، فالشيطان لا يأتي الصالحين ويقول لهم: لا تدفعوا أموالكم لفلسطين، ولكن يأتي ويقول: فلتدفع غداً أو بعد غد، أو فلتدفع بعد أن تشتري كذا وكذا، أو فلتدفع بعد أن يأتي لك مبلغ كذا وكذا.
إذاً: الشيطان يستعمل وسيلة التسويف ولا شك أنها فعّالة، استمع إلى قوله تعالى يحفزك على الإنفاق: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [المنافقون:10]، سبحان الله! المال مال الله ثم نحن نسوف، قال: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون:10 - 11].
إذاً: لو خطر على ذهنك الآن أن تدفع شيئاً لأهلك في فلسطين فأخرجه الساعة ولو قبل أن تنتهي المحاضرة، حدد الآن بينك وبين نفسك أو بينك وبين الله رقماً ستدفعه اليوم، إن لم تكن تحتفظ به في جيبك الآن لا تسوف، وإن جاءك الموت قبل أن تصل إلى بيتك ومالك فستؤجر بنيتك.
تصدق فقد تكون هذه الصدقة هي المرجّحة لكفة الحسنات، فتسعد سعادة لا شقاء بعدها.