ومن خاف أن يستصعر الفقر خده ... وفى بالغنى لي أعوجي (?) ومنصل
ومكتحلات بالظلام أثيرها ... وهن كأشباح الأهلة نحَّل
ولا صحب لي إلا الأسنة والظبى ... بحيث عيون الشهب بالنقع تكحل
وحولي من روقي أمية غلمة ... بهم تطفأ الحرب العوان وتشعل
سريت بهم والناجيات كأنها ... رماح بأيديهم من الخط ذبَّل
فحلوا حُبَى الليل البهيم بأوجه ... سنا الفجر في أرجائها يتهلل
وخاضوا غمار النائبات وما لهم ... سوى الله والرمح الرديني معقل
يرومون أمراً دونه جرع الردى ... تعلُّ بها نفس الكميّ وتنهل
فبتنا وقد نام الأنام عن العلى ... نساري النجوم الزهر والليل أليل
تمر الأيام وهو لا يصل إلى شيء مما يؤمل، ويضيق بحالة الذل والمهانة، فيلوم نفسه على قعوده، ويعزم العزمة الفاصلة التي تكون فيها المنى والمنايا:
تقول ابنة السعدي وهي تلومني ... أما لك عن دار الهوان رحيل
فإن عناء المستنيم إلى الأذى ... بحيث يذل الأكرمون طويل
وعندك محبوك السراة مطهم ... وفي الكف مطرور الشباة صقيل
فثب وثبة فيها المنايا أو المنى ... فكل محبٍّ للحياة ذليل
وثبة أموية، ينال بها عزَّ أجداده الأمويين ومجدهم. فليس العز إلا أن يغامر المرء، ويحمل نفسه على الخطة التي تبقي ذكره في الناس أبد الدهر، فإما أن يموت فيقال لله دره، وإما أن يكتب له الظفر:
ألم تعلما أني على الخطب إن عرا ... صبور إذا ما عاجز عيل صبره
فلا عزَّ حتى يحمل المرء نفسه ... على خطة يبقى بها الدهر ذكره
ويغشى غماراً دونها جرع الردى ... فإن هو أودى قيل: لله درّه
ولا بدَّ لي من وثبة أموية ... بحيث العجاج الليل والسيف فجره