وإذا تجوزها حبال قبيلة ... أخذت من الأخرى إليك حبالها
وكاللباس يعبر بالنساء لقوله جل وعزَّ: {هن لباسٌ لكم وأنتم لباس لهن}. قال النابغة الجعدي، وذكر امرأة ... إلخ.
وأما التأويل بالحديث فالغراب هو الفاسق لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمَّاه فاسقاً، والفأرة ... إلخ.
وأما التأويل بالمثل السائر واللفظ المبذول كقولهم في الصائغ: إنه رجل كذوب لما جرى على ألسنة الناس من قولهم: فلان يصوغ الأحاديث إذا كان يضعها ... إلخ. وكقولهم في الماسح: إنه ذو أسفار، لقولهم لمن كثرت أسفاره هو يمسح الأرض. قال الشاعر في هذا المعنى:
قبَّح الله آل برمك إني ... صرت من أجلهم أخا أسفار
إن يكن ذو القرين قد مسح الأر ... ض فإني موكلٌ بالغبار
ويرى أهل النظر من أصحاب اللغة أن الدجَّال إنما سمي مسيحاً لأنه يمسح الأرض إذا خرج أي يسير فيها، ولا يستقر بمكان، وأن عيسى عليه السلام إنما سمِّي بذلك لأنه كان سائحاً في البلاد لا يقيم بشيء منها ولا يوطنه، ومن ذهب إلى هذا جعله فعيلاً في معنى فاعل مثل قدير ورحيم؛ ويرى قوم أن الدجال سمِّي مسيحاً لأنه ممسوح إحدى العينين. وهذا وإن كان وجهاً فالاشتقاق الأول أعجب، لأن تسميتهم إياه الدجال تشهد له (?)، والدجالة هي الرفقة في السفر والقافلة، قال خداش بن زهير:
فإن يك ركبت الحضرمي غرامة ... فإن كِلا ركبيكمُ أنا غارم
سأغرم من قد نالت الحجر منهم ... ودجالة الشام التي نال حاتم
يعني قافلة أصابها حاتم ... إلخ.