سبب (مرض) المسلمين:
فإذا: ليس مرض المسلمين اليوم هو جهلهم بعلم معين أقول هذا معترفا بأن كل علم ينفع المسلمين فهو واجب بقدره ولكن ليس سبب الذل الذي لحق بالمسلمين جهلهم بهذا الفقه المسمى اليوم (فقه الواقع) وإنما العلة كما جاء في هذا الحديث الصحيح هي إهمالهم العمل بأحكام الدين كتابا وسنة
فقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة) إشارة إلى نوع من المعاملات الربوية ذات التحايل على الشرع
وقوله صلى الله عليه وسلم: (وأخذتم أذناب البقر) إشارة إلى الاهتمام بأمور الدنيا والركون إليها وعدم الاهتمام بالشريعة وأحكامها
ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: (ورضيتم بالزرع)
وقوله صلى الله عليه وسلم: (وتركتم الجهاد) هو ثمرة الخلود إلى الدنيا كما في قوله تعالى:) يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ( [التوبة: 3]
وقوله صلى الله عليه وسلم: (. . . سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) فيه إشارة صريحة إلى أن الدين الذي يجب الرجوع إليه هو الذي ذكره الله عز وجل في أكثر من آية كريمة كمثل قوله سبحانه:) اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضت لكم الإسلام دينا ( [آل عمران: 1]
وفي تعليق الإمام مالك المشهور على هذه الآية ما يبين المراد حيث قال C: (وما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها)