وهذا مذهب المالكية والحنابلة مع الظاهرية (?).

ومثل هذا كثير مشهور معروف من مذاهب الفقهاء من لدن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد كانوا -رضي الله عنهم- ينظرون إلى النصوص، وإلى مقاصدها معًا، ولا يغفلون حكمها وعللها ومصالح الناس.

وتصرفات الصحابة الفقهية تؤكد على كلية الشريعة الكبرى التي تستند إليها أحكامها، وهي جلب المصالح وتكثيرها، ودفع المفاسد وتقليلها.

وباستقراء ما أثر عن الصحابة نجد نماذج كثيرة تنم عن اجتهادات عميقة لا تخرج عن روح النص، وإن بدت للبعض مخالفة له، من ذلك:

أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن قاضيًا وواليًا فطلب منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند أخذه الزكاة من أهل اليمن التوسط في أخذه فقال: "خذ الحب من الحب، والشاة من الغنم، والبعير من الإبل، والبقرة من البقر" (?).

لكن معاذًا نظر إلى الحكمة من أخذ الزكاة فقال لأهل اليمن: "ائتوني بعرض ثياب خميص، أو لبيس في الصدقة مكان الشعير أهوَنُ عليكم، وخيرٌ لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015