وأيضاً يدل لذلك حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت " وهذا الحديث في الصحيحين (?) ، (ومن لغا فلا جمعة له) .
وأيضاً استدلوا على ذلك بقول الله - عز وجل -: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (?) .أمر الله - عز وجل - بالإنصات قال بعض العلماء: المراد بذلك الخطبة وعُبَّر عن الخطبة بالقرآن لأنه يُكثر فيها قراءة الآيات وهذا محل نزاع.
الرأي الثاني:رأي الشافعي رحمه الله في الجديد، قال: بأن استماع الخطبة مستحب وليس واجباً واستدل على ذلك:
بحديث أنس - رضي الله عنه - المتفق عليه أن النبي - صلى الله عليه وسلم -كان قائماً يخطب فدخل رجل فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل وجاع العيال فادع الله أن يغيثنا " فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه فقال:" اللهم أغثنا اللهم أغثنا الله أغثنا". فلما كان في الجمعة الأخرى فقال يا رسول الله ادع الله أن يصرفه عنا. فقال صلى الله عليه وسلم الله حولينا لا علينا اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر.. . فقالوا هذا الرجل لم يستمع الخطبة وتكلم مع النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وكذلك أيضاً استدلوا بحديث أنس - رضي الله عنه - أن رجلاً دخل والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فجعل الناس يشيرون إليه فقال:متى الساعة؟ فجعل الناس يشيرون إليه قال ذلك ثلاث مرات فلما كان بعد الثالثة قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -:ويحك ما أعددت لها قال: حب الله ورسوله.فقال النبي: - صلى الله عليه وسلم -أنت مع من أحببت ".فقالوا بأن هذا الرجل تكلم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع ذلك لم يأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسكوت.