المبحث الخامس
ما استدل به المتأخرون
استدل لهم بحديثين وقياسين:
1- أن رواية (فاقدروا له) معناه: قدروه بحساب المنازل، وأنه خطاب
لمن خصه الله بهذا العلم. وأن قوله: (فأكملوا العدة) خطاب للعامة.
2- حديث: " إنا أمّة أميّة لا نكتب ونحسب الشهر هكذا وهكذا "
الحديث.
فالأمر باعتماد الرؤية وحدها جاء معللاً بعلة منصوصة وهي: أن الأمة
لا تكتب ولا تحسب. والعلة تدور مع المعلول وجوداً وعدماً. فإذا وصلت
الأمة إلى حال في معرفة هذا العلم باليقين في حساب أوائل الشهور وأمكن
أن يثقوا به ثقتهم بالرؤية أو أقوى صار لهم الأخذ بالحساب في إثبات
أوائل الشهور.
3- ليست حقيقة الرؤيا شرطاً في اللزوم لأن الاتفاق على أن المحبوس
في المطمورة إذا علم بالحساب بإكمال العدة، أو بالاجتهاد بالأمارات أن
اليوم من رمضان: وجب عليه الصوم وان لم ير الهلال ولا أخبره من رآه.
4- قياسه على إثبات أوقات الصلوات بالحساب.