موضوع الكتاب ومادته. ومدى حاجة القراء إلى موضوعه. إضافة إلى
أن التوزيع أصبح اليوم عالمياً بحكم وسائل النقل حتى صار العالم كمدينة
واحدة، ومع هذا فلا نجد أن الموزعين يستطيعون تغطية الأسواق
بمنشوراتهم، وكم من كتاب بالغ الأهمية لم تتجاوز طبعته قطره لذلك.
تحرر جوازه شرعاً، لوجود المقتضى وعدم المانع الشرعي.
ثم ليعلم أن عقد البيع مع الناشر إنما هو عقد مقصور على ذات
العين المباعة دون أن يكون له حق التصرف بحقوق المؤلف الأدبية
الأخرى من: آراء المؤلف ونسبته إليه، والتصرف في عباراته وما إلى ذلك
لأن هذه لا تباع ولا توهب.
وبعد:
فإن دور النشر:
هي من أعظم الوسائل في هذا العصر لنشر العلم وتسويق كتبه نشراً
للإبداع والابتكار وهي من أهم الوسائل لإعانة غير القادرين من المؤلفين
على نشر مؤلفاتهم وبذل أثمان الطباعة. وهي التي يستطاع بوسائلها
والتزاماتها تعميم الكتاب ونشره في أقاليم وممالك متعددة في وقت وجيز
لا يستطيعه المؤلف لو طبعه على حسابه.
وفي الوقت نفسه هي: زبون كاسر لأي مؤلف يتنازل عن حقوقه
المادية، أو يتواضع معها بالاتفاق - لما يحققه لها من مكاسب مالية
ودعائية - فهل نقول مع هذا بحرمان المؤلف الذي كدّ فكره وأجهد نفسه
وأفنى وقته وعمره في مؤلفه، من عوض مالي لقاءه وأن يكون غنيمة باردة
لدار النشر تطارح به في الأسواق.؟