فقه النوازل (صفحة 427)

دليلاً على دخل في نيته كالشأن في الغازي وغنيمته.

ولعظم شأن النية لا سيما في طلب العلوم الشرعية أسوق درراً نثرها

الإمام الذهبي رحمه الله تعالى وذلك في كتابه سير أعلام النبلاء

فقال (?) : (قال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز

وابن جريج لم طلبتم العلم؟ كلهم يقول: لنفسي. غير ابن جريج فإنه

قال: طلبته للناس) قلت: ما أحسن الصدق واليوم تسأل الفقيه الغبي لمن

طلبت العلم؟؟ فيبادر ويقول: طلبته لله ويكذب إنما طلبه للدنيا ويا قلة

ما عرف منه.

وفيه (?) وقال عبد الرازق: أنبأنا معمر قال: إن الرجل يطلب العلم

لغير الله فيأبى عليه العلم حتى يكون لله.

قلت: (نعم يطلبه أولاً والحامل له حب العلم وحب إزالة الجهل عنه

وحب الوظائف ونحو ذلك، ولم يكن علم وجوب الإخلاص فيه ولا صدق

النية فإذا علم حاسب نفسه وخاف من وبال قصده فتجيئه النية الصالحة

كلها أو بعضها وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم، وعلامة ذلك أنه يقصر

من الدعاوى وحب المناظرة ومن قصد التكثر بعلمه ويزري على نفسه، فإن

تكثر بعلمه أو قال: أنا أعلم من فلان فبعداً له) .

وفيه أيضاً (?) : قال عون بن عمارة: سمعت هشاماً الدستوائي يقول:

والله ما أستطيع أن أقول: إني ذهبت يوماً قط أطلب الحديث أريد وجه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015